الدكتور المهندس خالد بكرو
تُعرَّف المهارات الرقمية في القرن 21 على أنها مجموعة من المعارف والخبرات والقدرات على استخدام الأجهزة والتقنيات الرقمية بشكل كفؤ ومفيد، بحيث تمكن الأفراد من إدارة المحتوى الرقمي ومشاركته بشكل فعال ومبدع يؤدي إلى زيادة الدقة والكفاءة والجودة والانتاجية في كل أنشطة الحياة العامة والعملية، وتعتبر أحد أساسيات التحول الرقمي لبناء الاقتصاد الرقمي المعرفي الحديث في القرن 21.
تشمل المهارات الرقمية أربع مجموعات من المهارات:
وتقسم إلى مجموعتين من المهارات:
يتوسع العصر الرقمي ليشمل جميع مجالات حياتنا، وليس فقط العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات هم من سيحتاجون إلى أن يكونوا مستعدين للتحول الرقمي، فالمهارات الرقمية تدخل جميع مجالات العمل كالطب، والهندسة، والترفيه، والاتصالات، التجارة والأعمال، بل وتحظى المهارات الرقمية في القرن 21 في كل أماكن العمل بتقدير كبير، وهي مطلوبة لكل شخص، في العمل أو في المنزل، ولكل مهنة أكانت يدوية أو آلية، ولأهميتها يجب أن تدرس كموضوع أساسي وأن تعامل بنفس أهمية الحساب والقراءة والكتابة.
باختصار، جميع الوظائف تقريبًا ستتطلب مهارات رقمية بمستوى معين، وأياً كانت مهنتك، فإن الناس سيقيّمون ويحكمون ويبنون انطباعًا عنك بناءً على مقدار ما تملك من مهارات رقمية مميزة، تستطيع من خلالها بناء حضور قوي على الانترنت.
مع كل يوم يمر، بل ربما مع كل دقيقة، يجلب لنا العلم جديداً في مجال التقنية الرقمية، حتى أصبحت أخبار التقنية تتصدر الشاشات اليومية، وهي مع ما تحمله من الأخبار التي نتوق لمعرفة المزيد عنها، والاطلاع على الدقيق فيها، تدفعنا نحوها أكثر وأكثر، وأصبح الذكاء الصناعي والبيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي، والتطبيقات المتنقلة والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها، مصطلحات مألوفة لدينا، وأصبحنا ندرك أهمية التحول الرقمي Digital Transformation وما يحمله لنا من فرص كبرى، وما ينطوي عليه من تحديات هامة.
التحدي واضح، فهناك فجوة كبرى في المهارات، وهناك خوف حقيقي من فجوة المهارات الرقمية في القرن 21، الناتجة عن الطفرة في الاقتصاد الرقمي مقابل عدد الأشخاص الذين تم تدريبهم للعمل فيه، حيث تتفتح الملايين من فرص العمل في أنحاء العالم لذوي المهارات الرقمية المتقدمة، ولكن نجد نقصا في الأشخاص المؤهلين.
ولكن كيف لنا أن نسد هذه الفجوة القائمة بين التحدي والفرص؟
لابد لنا من أن نتعلم مهارات جديدة تكفل لنا النجاح في العمل والحياة في عصر التحول الرقمي المستمر، وبالتالي يجب أن نسعى إلى امتلاك هذه المهارات، وستكون لنا فرصة من أجل:
مع التحولات الرقمية المتجددة التي تحدث في العالم كل يوم، هناك أمور ضرورية لا بد منها لبقاء الأعمال في القرن 21 ومنها:
بالتالي كل المؤسسات والشركات والمدارس وقطاع الأعمال تدرك أن المهارات الرقمية ضرورية للموظفين في العصر الرقمي، وبالتالي هي دائمة البحث عن الشخص الذي يمتلك المهارات الرقمية في القرن 21 والقادر على تحقيق أقصى استفادة من جهاز الحاسب، حتى أصبح امتلاك حاسب يمكنك التنقل فيه بسرعة وكفاءة أكثر أهمية من الحصول على مكتب مرتب.
من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يكون الموظفون الجدد:
فمهما كانت الوظيفة المحددة التي يتم البحث عنها، سيبحث القائمون بالتوظيف عن مجموعة مهارات أوسع وخبرة أكبر للتعيينات في الوظائف الجديدة، ومن أهم المهارات المطلوبة:
لقد أصبح امتلاك المهارات الرقمية أمراً ضرورياً في القرن 21، مهارات ذات قيمة خاصة تستطيع من خلالها أن تفهم كل شيء من حولك. يحتاج الباحثون عن عمل اليوم إلى مهارات متخصصة لمساعدتهم على التميز عن الآخرين، وبالتالي من الضروري الاجتهاد لزيادة المعرفة الرقمية، والتسلح بالمهارات الرقمية الجديدة.
كلما زادت مهاراتك الرقمية، كان بإمكانك التحدث بها بشكل أفضل
تشعر المهارات الرقمية الشخص وكأنه يدخل بلدًا جديدًا مليئًا بالعادات الجديدة. كل الأعمال والوظائف اليوم تتطلب المهارات الرقمية في القرن 21، وكلما زادت مهاراتك الرقمية كان بإمكانك التحدث بها بشكل أفضل.
التحول الرقمي هو استخدام التكنولوجيا الحديثة في القيام بكل الأعمال في المؤسسات لزيادة الكفاءة والانتاجية.
إن التحول الرقمي أمر أساسي لجميع المؤسسات لكي تكون داخلة في الاقتصاد الرقمي، مع التسارع الرقمي الذي يشهده العالم، وما تحمله الثورة الصناعية الرابعة 4IR وما يبدعه ذكاؤها الصناعي AI، وما تقدمه ثورة الاتصالات اللاسلكية WR وما يتحفنا به الجيل السادس منها 6G، وجاءت جائحة كورونا لتحدث زلزالاً شديد التأثير على الممارسات التجارية والصناعية المختلفة، فقد أجبرت الشركات من جميع الأحجام على سرعة إنجاز التحول الرقمي، وأصبح هذا التغيير الرقمي عنصرًا رئيسيًا في تحقيق نجاح الأعمال.
هل تعتبر المهارات الرقمية في القرن 21 ضرورية؟
لم يكن أحد ليتوقع قبل خمسين عامًا كيف ستدور أنماط حياتنا اليوم حول الأجهزة المحمولة والعالم الرقمي، لقد أصبحت التكنولوجيا متكاملة بشكل جذري في الحياة اليومية بحيث لا يمكننا تصور حياتنا بدون هذه التكنولوجيا، وبالتالي القدرة على التعامل مع هذه الأجهزة والتقنيات الرقمية بشكل مفيد وفعال سيمكننا من عيش لحظات أكثر متعة، ويعطينا إنتاجية وكفاءة وجودة ودقة أكثر، ويساعدنا على تطوير أعمالنا أو تغيير مهنتنا بعد أن غيّرت عاداتنا وسلوكنا وتفكيرنا وأسلوب عيشنا.
لقد غيرت التقنية الرقمية من نمط حياتنا، ومن طريقة تفكيرنا، ومن أسلوب عيشنا، بل حتى من سلوكنا، ودخلت التطبيقات الرقمية كل تفاصيل حياتنا، حتى أضحى معظم الناس، ونحن منهم، مدمنين على شاشة الحاسب، بل نقضي أكثر من نصف يومنا عليها، وربما أكثر، وبتنا ننام ونستيقظ على الشاشة الصغيرة، ونقضي يومنا في العالم الأزرق وأصبحت الحواسيب الصغيرة (الهواتف الذكية)، هذا الجهاز الصغير لا يفارقنا حتى في نومنا، بل وغدا جزء لا يمكن فصله عن أي جزئية في حياتنا، محدثة ثورة في كيفية استهلاكنا وإنتاجنا وعملنا.
جميع الحقوق محفوظة لاكاديمية المهارات الرقمية © 2024
WhatsApp us